اعتبر الوزير السابق ابراهيم نجار أن التفاوض والزيارات التي تمت الى المملكة العربية السعودية لا سيما من قبل الفرنسيين مدعومين من الأسرة الدولية، أفرجت عن جزء من الأزمة، وهو الجزء المتعلق بحرية تحرك رئيس الحكومة سعد الحريري، مشددا على ان الأزمة تبقى أبعد من ذلك بكثير.
ورأى نجار في حديث لـ"النشرة" ان "تزامن ما حصل مع الفرنسيين يوم امس الخميس في السعودية، مع توضيح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشكل علني ان سياسة لبنان كانت ولا تزال قائمة على النأي بالنفس وعدم الدخول بالنزاعات بين الدول العربية، يوحي بامكانية ان يكون جزءا من رزمة تم الاتفاق عليها كي يثبت لبنان أنّه ليس بوارد اتباع سياسة حزب الله"، معتبرا ان "الرئيس عون وحزب الله قد تراجعا بذلك خطوة الى الوراء اسهاما منهما في الافراج عن الأزمة".
تسوية جديدة
واشار نجار الى انّه "وبالرغم من هذه التطورات، الا ان المشكلة الأساس تبقى قائمة، فالاستقالة حصلت، ولا نعتقد ان الحريري بصدد التراجع عنها حتى ولو عاد الى لبنان قريبا"، وقال: "نحن في مطلع أزمة، ولا بد من الاتفاق على تسوية جديدة للخروج منها".
واعتبر نجار، ردا على سؤال، "اننا لا نزال في حقل متحرك يتيح اطفاء الحريق، خاصة وان تصريحات الرئيس عون الأخيرة الموجهة ضد السعودية، كانت مبنية على استهجانه عدم اقرار حرية تحرك الحريري". واضاف: "مما لا شك فيه انّه وبعد خروج الرئيس الحكومة من السعودية وتحوله حرا في تنقلاته ومواقفه، نكون قد خففنا من حدة الازمة، لاننا اليوم كمن يتعامل مع مريض ارتفعت حرارته لأسباب متعددة، فيكون الهم الاول خفض الحرارة قبل الانصراف لمعالجة الأسباب".
حرب اميركية–سعودية–اسرائيلية؟
وتحدث نجار عن "اشكالية لا يتطرق لها الكثيرون مرتبطة بكون الحزب يشكل بحد ذاته وبتصرفاته في المنطقة سببا للحرب خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية"، مذكرا بتصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني قبل يومين، والتي تحدث فيها عن اتفاق السعودية مع اسرائيل لشن حرب على حزب الله. واضاف: "هذا يعني ان الأزمة ابعد بكثير من الحد من تحرك الحريري، وتطرح علامات استفهام حول استعداد اميركا واسرائيل والسعودية لشن معارك او حروب لكف يد ايران، او ما اذا كانت الضعوطات والتهديدات هي شفهية فقط".
ورجّح نجار "ألا يؤدي الصوت العالي والضغوطات والتهديدات في القريب العاجل الى حرب"، متوقعا ان تندرج حاليا فقط في اطار "الحد من التمدد الايراني في المنطقة، وقد تنجح الولايات المتحدة الأميركية بذلك".